جهاز صغير يعمل بدقة متناهية وتناسق عجيب في الأداء، الجهاز الدمعي، غدة دمعية في طرف العين الخارجي ثم فتحتان دقيقتان في نهاية كل جفن من ناحية الأنف يخرج من كل فتحة قناة رفيعة تلتقيان في الكيس الدمعي في أعلى الأنف، ثم فتحة من الكيس الدمعي من أسفله تفتح على الأنف من الداخل، هذا الجهاز الدقيق العجيب يؤدي وظيفته ويعمل بدقة غريبة، حيث تفرز الدموع من الغدة الدمعية ثم تسير فوق سطح المقلة، وبالذات فوق القرنية في اتجاه واحد ناحية الفتحة الرفيعة الموجودة في الجفون، لتصب في الكيس الدمعي ثم إلى الأنف عن طريق القناة الموصلة بين الكيس الدمعي والأنف..
نظام دقيق يؤدي عملاً عظيماً، لتظل العين رطبة، والقَرَنية الشفافة الصافية رطبة لتؤدي وظيفتها بشفافية وصفاء.. ولو نظرت بدقة إلى هذا الجهاز العجيب لعرفت حكمة الخالق في خلقه، ولو حللت الدموع التي تُفرز لوجدت العجب في تكوينها وفي أداء وظيفتها..
ثم إن هذا الجهاز الدمعي يعمل في تناغم عجيب بحيث تمر كمية الدموع التي تُفرز فوق سطح العين، ثم تدخل في فتحات القنوات الدمعية في طريقها إلى الأنف مروراً بالكيس الدمعي.. وأي خلل وظيفي في الأداء في أي جزء من هذا الجهاز العجيب ينتج عنه أمراض كثيرة..
إن الخالق العظيم نظّم جسم الإنسان بحكمته، فجعل القيادة العليا في مخ الإنسان، ولذلك فإن الجهاز الدمعي يخضع لهذه القيادة العليا، التي تمده بالأوامر والتوجيهات من خلال الأعصاب والشرايين التي تصل إلى هذا الجهاز العجيب، وأحاسيس الإنسان ومشاعره وعواطفه لا تدخل تحت هذه القيادة، ولكن لها قيادة خاصة، أيضاً في مخ الإنسان، تتحكم في مشاعره وعواطفه، ومن هنا تجد الدموع الغزيرة التي تحدث في الحزن أو الفرح أو البكاء أو الغضب أو الانفعال لأي من الأسباب التي تمسّ مشاعر الإنسان وعواطفه